يا معشر الرجال دعوا المرأة وشئنها




سعيدة مليح
ليست جميع النساء تخرج للعمل يا سيدي لتسد رمق فراغها اليومي وتوقف من فن مضيعة الوقت عبر التافهات من الأمور ,فهناك نساء تعمل لتسد رمق الجوع إما لأنها لا تملك معيلا لها لتجاوز صعوبات الحياة أو أن معيلها فاقد للقدرة عن العمل ,وبهذا فهي تعيش في قسوة الحياة بوجهين الأول أنثوي والتاني رجولي.
لا تحسب أن المرأة حين تلبس عباءة العمل بالخارج تبارزك في الرجولة ,أبدا لأن أنوثتها تكفيها ..
أتعلم أن هناك من لها أطفالا صغارا لا رحيم لهم سوى المولى وهي ,أأنت من ستطعمهم و وتقتني حاجاتهم اليومية الضرورية ؟ أنت من ستسد أعينهم عن الحلويات والألعاب في الشارع ؟ أأنت من ستقوم بدفع مصاريفهم الدراسية ؟
قبل أن أقول لك أن العمل عبادة والله سبحانه وتعالى حين ألزمنا على عبادته لم يفرق بين رجل وامرأة ,سأهمس في أذنك بشيء ,وهو أن المرأة أكثر الكائنات المحبة للراحة والعيش برفاهية ومتعة الحرية في الحياة ,لكن الظروف لا تسمح دائما بذلك.
انظر أوجه الفقيرات في الأحياء الشعبية لتعرف المعاناة ,ضع سيارتك الفاخرة في ركن هادئ وتمشى قليلا بين الشوارع والأزقة ,انظر أعينهن ,إنهن متعبات من الجري وراء كسب الدراهم ,لكن أغلبهن مرغمات لا بطلات..
وبعيدا عن الفقر والتهميش ,سأسئلك سؤالا :
ما الأفضل في رأيك: أن تعمل المرأة وتساهم في تطوير اقتصاد بلادها أم أن تعيش على مضيعة نعمة الوقت في اللآمفيد ؟
تمهل قليلا لتجيب ,هذا إن استطعت اقناعي بجوابك الذي أنا على يقين تام أنه سيحمل القدر الهائل من الأعذار الواهنة أكثر من حجمه الحقيقي ..
فتعلم يا سيدي أن لا تتكلم قبل التمعن الجدي فيما تريد قوله ,أو بالمعنى المغربي للكلمة "اوزن كلامك" وتمهل بالنطق كما يقول المثل الحكيم "ألف تخميمة وتخميمة ولا ضربة بالمقص".

ويا معشر الرجال إن لم تستطيعوا إعالة المرأة فعليا وأن تجعلوا لها بديلا حقيقيا عن العمل فأرجوكم ,وأتوسل إليكم دعوها وشأنها ,فإن لها عقل مثل عقولكم تماما أو أعقل بقليل تستطيع من خلاله إدارة شؤون حياتها ,وبلورة أمورها بنفسها بعيدا عن نصائحكم البطولية..

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: