رقعة حبر سائل
نوستالجيا
الحنين
يعيدني
الحرف مائة عام نحو الوراء, وأنا التي ما تمنت يوما أن تضع فكرا على الطريق, ليمضي
على محرابه العابرون كموتى بلا حركة ولا أنين, على سلم الإستماتة المائل نحو
السراب, يقبع رجل بمسمى "الحنين" طرقت اليوم بابه لأبيعه نصيبي من
نوستالجيا ما عدت أجيد العزف على أوتارها, ضحك طويلا وقفل الباب, فمضيت بلا وجهة,
أقتني وردا من هنا وأبيع مآسي هناك, أجتر غيتارة بلا نغم وأغني الحرف على
مايكروفون بلا صدى..وكأنني في كل يوم يمضي أكتب "نوستالجيا حنين" وأبدع
في طعنها بسكين..
نقطة للوراء
خيل إليها لوهنة من الزمن أن ما
مضى عاد أدراجه أمامها, فأزالت يافطة نثرت مهمشة على الأرض كتب عليها "لا
عودة إلى الوراء", رمتها جانبا وظلت تنقب ما جال في فكرها من مقابر وأشخاص,
فأعادت ترتيب الأماكن بذكاء يحمل في طياته كيلو غرام من الغباء المصنع, فنالت
بالفكر ما لم تقوى عليه في الواقع, فبات ذلك القريب أبعد من أن يرى بالعين
المجردة, وتلك الأمنية الأخيرة أعادت ترتيب قدومها, وقفلت نافذة كانت تطل من خلالها على الغد القريب بشمع أحمر غير لين لصنع مائدة إفطار
طفولية..
فسكت خاطرها وعادت أدراج يومها مثقلة بأوجاع الخطايا, فأخدت ورقة وقلم أحمر أوشك على النهاية, خطت أوجاعها وأحرقت الورقة, فنظرت لحامل الحبر طويلا ثم كسرته, ومضت مبتسمة بفجع كثريا فجر قابع ما بين الدعوات الطويلة وركتي صلاة..
فسكت خاطرها وعادت أدراج يومها مثقلة بأوجاع الخطايا, فأخدت ورقة وقلم أحمر أوشك على النهاية, خطت أوجاعها وأحرقت الورقة, فنظرت لحامل الحبر طويلا ثم كسرته, ومضت مبتسمة بفجع كثريا فجر قابع ما بين الدعوات الطويلة وركتي صلاة..
فكر عاهر
ما أحوجنا لبائع فرحة وسط هذا الدمار العارم الذي
يجتاح أوطاننا, وطنا وطنا, كطاعون جذري لا علاج له, وكأن زيادة جرعة الفساد
تولد عهرا لامنطقي في العقول, فيتلوى الموت كشيء عادي باسطا ذراعيه لأخد المزيد, كالنار
باتت أسلحة الأيادي تأكل الأخضر واليابس ولا من منجي ولا قارب أمان..
فباتت الأفكار عارية من الواقع متلبسة مفردات لا أساس لفهمها..عذرا..لا أريد فهمها..لا أريد تعلم فن الهمجية وركاكة الأسلوب..لا أريد حمل سلاح لأرعب الناظرين وأصير بطلة من ورق..سرعان ما يتم كسري مع أول بديل في ساحة المعركة..
كن ما تريد..لكن لا تكن جبانا..فلعبة الحرب قذارة كبرى, وعهر أكبر..
فباتت الأفكار عارية من الواقع متلبسة مفردات لا أساس لفهمها..عذرا..لا أريد فهمها..لا أريد تعلم فن الهمجية وركاكة الأسلوب..لا أريد حمل سلاح لأرعب الناظرين وأصير بطلة من ورق..سرعان ما يتم كسري مع أول بديل في ساحة المعركة..
كن ما تريد..لكن لا تكن جبانا..فلعبة الحرب قذارة كبرى, وعهر أكبر..



0 التعليقات