وقفة لأجل أحوال العرب

سعيدة مليح
جلست مع نفسي
,أحتسي قهوة من الضباب المثلج ,أمارس عادات روتينية المعنى ,كجمع أصداف من اللؤلؤ من
الشاطئ ,أو الجري مشيا للوراء .
جلست أفكر في حال
هاته الحياة ,نأتيها من حيث لا نعلم ,نسمى بما لا نختاره ,تمضي طفولتنا بغتة من الزمن
,لنصير إنسانا تناسى إنسانيته ومضى ,حيث مرمى أسماه الحضارة ,وهو حيواني المرأى لا
يبث لشيء من الحضارة.
استجمعت قوة الفكر
في عقلي ,وتنفست شهيقا للمضي إلى أطهر منطقة على وجه الأرض ,لأجدها مدنسة بالحقارة
,وجدت بها دموعا لا تحملها البئار لغزارة شهقاتها ,نابضة بأنين الألم والغثيان ,وجدت
الأسوار محطمة والأعداء متربصون ,الأطفال نياما في دمائهم وبعضهم بالحجر يلعبون ,كما
لا يلعب باقي الأطفال ,الهدف في تسجيل قتيل من الصهيون ,والفرحة حين تنجح عملية من
أدوات تفجير بدائية ,وفي الناحية الأخرى أشرار يلهثون ,للظلم يصدرون ,لهم آلات ضخمة
بها العرب يقتلون ,يغتصبون النساء سكارى كحيوان مفترس يمضون ,يقهقون بلا ضمير ,ومن
أين يأتي الضمير ,وهم يتسلحون ببلاد النفط العربي ,ولو الرؤية اتضحت قليلا /لعرفنا
أن كل فلسطيني يقصف بدبابة معبئة بالنفط العربي.
تأوهت الآه ,وأبت
دموعي الإنهمار لشدة القصف الدامي بقلبي من مشاهد القتل والدماء ,والنفاق ,شئت لو أمسكت
بآلة ضخمة لقتل كل صهيوني تراه عيني ,لأتمم ما قد بدأه "هتلر" من زمان ,لكن
الهيئة ضعيفة ,والأيادي ضعيفة ,والقوة ضعيفة ,وكيف لي من الوصول لأرض فلسطين ,ومن سيعطيني
التأشيرة ,بكيت نفسي بنفسي ومضيت ,استجمعت قوتي ولله دعوت ,اللهم انصر اخواننا في فلسطين
,اللهم انصر اخواننا في غزة ,حيفا ,القدس ..
وحين تذكرت حال
باقي بلداننا العربية ,على أحوالنا تأسفت ودعوت الله أكثر ,وأكثر لتغيير الواقع المعتم
,لتزيين واقعنا الأسود في سوريا الجريحة ,وليبيا المتألمة ,ولبنان الحزينة ,والعراق
الحبيبة ...


0 التعليقات