رسالتي إلى سورية



سعيدة مليح
حبيبتي لن أسئلك عن الأحوال...فصور وجهك الشاحب الحزين قد ملئت الأركان ,وغثيان روحك بالكتمان المتوهج بالأنين وصلنا صوته بالرصاص والقتل والتجويع ,أرى سوادا تحت عينيك ,وجسمك بات منهدا من صرامة نحالته ,أسمع صوت أمعائك تصفر بالجوع والألم ,والأطفال العالقة بأحشائك يصلنا صوت بكائها الهادئ.
لن أقول لك "الصبر مفتاح الفرج" ولو أنه مفتاحه الحقيقي ,لن أقول لك قاومي وصورة دمارك أمام عيني ,لن أوهمك بأني سأفعل لك شيئا ,فما باليد حيلة سوى الدعاء ,لكن سأقول لك أحبك جدا جدا ,أدري أنك ستديرين وجهك وتحاولين إقفال عينك المهدودة عن القراءة ,أدري أنك تكرهين تجاهلي وتجاهل غيري .
لكن والله العظيم ليس هناك ما أقوى على فعله سوى الصراخ ورفع اللآفتات المنددة بتدميرك وإخراج اللسان بالشعارات ,فتكفيرهم أقوى من كلامي ,وجودهم أصلب من وجودي ,لن أكذب عليك إن قلت لك حالنا ليس أفضل منك ,لكنها الحياة حبيبتي ترغمنا على المسير ولو في أسوأ الأحوال ,تجبرنا القوانين على ارتكاب جرائم في حق أنفسنا قبل تصويب سياسة تشبه الآمبالاة تجاهك .
لا أريد شيئا ,ولا أدري لم أريد أن تصلك رسالتي هاته أصلا ,لكن الله معك ولا تعولي على غيره أبدا ,انظري حال فلسطين قبلك أتكلم أحد ؟ أتغيرت الأوضاع إثر المظاهرات والشعارات ورفع الأصوات بالجهر والعلن؟ أبداا ..والله ما تغير شيئا بل زادت الأوضاع سوءا وتعقيدا.
أتدري حبيبتي ,لقد مات الرجال جميعا ..دعينا نقرأ عليهم الفاتحة بصمت ,ونناشد بالتغيير علنا.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: